الم طفلة

هاي قصة الم طفلة من تألف اختي ،،،ابي رايكم

في غياهب الزمن .. الكثير من يقبع في السجون ,, سجن الخوف و الوهم .. سجن من العزلة والانطواء.. وغيرها . ولكن هناك من يقبع في سجون من نوع آخر حيث الحرمان و الوحدة ..أمطار من الآلام و عواصف من المعاناة , وهؤلاء لم يجدوا إلا الصبر ملاذاً لمحنتهم .. وكف القدر شاء لطفلة في العاشرة من عمرها أن تقاسي هذا الجحيم .. إنها تدعى ندى .

تحمل وجهًا لطالما كان أبيض كاللبن .. يشع براقة وبراءة .. ولكنه تهكم وأصبح شاحباً وكأن غدر الدنيا ومكرها سرق جماله الأخاذ ,, وشعراً طويلاً أسوداً يتدلى على كتفيها.. قد فقد لمعانه وتخلله غبار البؤس والمحن , وعينين واسعتين متلألئتين .. قد ذبلتا من فرط البكاء ,, كانت نحيلة الجسم وهزيلة.
عاشت الطفلة يتيمة الأب منذ ولادتها , وسرعان ما رحلت والدتها هي الأخرى عن هذه الدنيا.. ولأن أسرتها نشأت في بلاد بعيدة عن الأهل والأحبة ,فقد باتت وحيدة لا من صاحب ولا معين .. نعم رحلا وتركاها تكمل مسيرة البؤس التي عاشاها .. حيث لم يتركا لها سوى كوخ بال من السعف يتراقص منافساً كل هبة ريح تطل على هذا الوضع التعيس .. وما أن تشتد الرياح يهزم ويسقط أرضاً.. و فراشاً من القش الخشن سبب قرحا لجسمها لحدة لسعاته.. فلم تغمض لها عين هانئة ..!! و كم أذرفت وحدتها سيول من الدموع.. وألحان من الآهات.. ولكنها سرعان ما زهقت من فرطهما .. فآثرت الصبر والصمت فهما وحدهما من يحملا همها .. ولم تنسى بأن ربها سيحميها بعينه التي لا تنام .. وهذا ما يرجع روحها للأمل و التفاؤل. تقطع ندى كل يوم مسافة طويلة للوصول لسوق المدينة لعلها تجد ما تعمله و تقبض به مالاً يكفي لسد أصوات معدتها الخاوية .. وترجع منهكة القوى .. ترمي بنفسها فوق ذاك الذي يسمى فراشاً , وكيف يهنأ لها أن تنام عليه!! يا لتعاسة الحظ ..
تمر الثواني والدقائق.. الأيام والسنين .. والوضع المرير رتيب على حاله, إلى أن جاء ذاك اليوم ..! إذ رقّ قلب أحد أبناء البشر ..الذي لم يكن يملك سوى ابنة واحدة عليلة .. مقعدة على كرسي .. تفقد الرجل أحوال ندى وعرفوا بأنها وحيدة, وبينما هي على حالها في السوق تقدم الرجل بصحبة ابنته نحوها, وأبلغاها برغبتهما بعيشها معهم , ارتبكت حينها ,وأحست بصفعة حارة على قلبها البائس والمجروح .. تجمعت الدموع في عينيها , وأخذت الأفكار تتخالج في ذهنها .. " هل هو إحساس بالشفقة أم عمل إنساني أحبا أن يصنعاه بي ", لم تتقبل الأمر في البداية , بيد أنها رضخت لذلك بعد محاولات كثيرة في إقناعها .. انتقلت ندى بعد عدة أيام إلى بيتها الجديد , حيث حياة وعالم مختلف تماماً, فودّعت حياتها التعيسة .. ودّعت ذلك الكوخ الذي كان ينبع منه رائحة والديها العزيزين, لتقبل على حياة أخرى , فكل ما بعد العسر يسر, ودوام الحال من المحال . كان بيتاً فخماً وكبيراً ولكنه على حد تعبير ندى , فقد كان قصراً للملوك والأكابر .. ذو بوابة واسعة .. وحديقة كبيرة أمام المنزل .. وبركة سباحة وغيرها من صالات الألعاب ووسائل الترفيه .. كادت البهجة في تلك اللحظة شق فمها الصغير ..فهي لم ترى هذا النعيم من قبل .. دخلت المنزل واستقبلتها الأم استقبالاً حاراً .. حيث احتوتها في حضنها الذي كان يفيض وينبع منه حنان الأمومة , والذي قد حرمت منه منذ سنين عديدة .. وبالطبع .. لم يقصرا والدا سحر في معاملة ندى فقد كانا يعاملانها كابنتهما تماماً , ألحقوها بالمدرسة .. علّها تستطيع تعويض ما فاتها من الدروس في السنوات الماضية .. التي عاشت فيها ألوان من الحرمان ... مضت فترة على هذا الوضع وحالة ندى النفسية تتحسن يوماً بعد يوم .. واستعادت حيويتها ونشاطها , فهي في ظل والدين يهتمان بها ويرعيانها , وأخت تلعب معها وتشاركها الحديث والضحك , وهي بذلك لم تكف عن بذل الشكر والثناء والحمد لرب لم ينسها , ولم يبخل عليها بفضله وجوده .. رب هو سبب في وجودها في هذا النعيم .. رب كريم رحيم رؤوف .
تجري السنين ماءً بارداً على قلبها إلى أن صارت في العشرين من عمرها , حيث كونت شخصيتها ,و اتسمت بالأخلاق الفاضلة والحميدة .. بالهدوء والسكينة .. وأصبحت محبوبة بين الجميع .. بين أهلها وسكان الحي والمدرسة ,, كانت محط إعجاب الكثير لما كانت تتصف به من ميزات . ولحسن حظها فقد استطاعت بعد تخرجها من المدرسة الحصول على وظيفة متواضعة .. وبهذا أصبحت تنفق على مصرفها وشؤونها الشخصية , ولكن مع كل هذا لم تغفل ندى عن القرار بالاستقرار بنفسها.. فإلى متى ستستمر تقيم عندهم وتكون عالةً عليهم .. !! و لكنها لم تستطع في الوقت نفسه ترك أسرتها الجديدة .. فظلت محتفظة بهذا القرار لنفسها ..إلى أن جاء ذاك اليوم الذي تقدم لخطبتها رجل من أهل المدينة التي تعيش فيه هذه الأسرة .. فقد سمع بأمر ندى وأعجب بشخصيتها وقرر خطبتها .. فجاءت أسرة الشاب لتتقدم للخطبة رسمياً .. دخلوا المنزل وبعد الاستضافة , دخلت ندى وسلمت عليهم.. فلما جلست بالقرب من أمها .. التفت إلى أن والدة الشاب ترمقها بغمض .. ارتبكت ندى .. و أحست بالإحراج والتوتر .. ظلت هكذا طول فترة جلوسها.. انتهى ذلك اليوم .. وندى تفكر في أمر المرأة .. قالت ربما كان بشأن زواج ابنها لأنها من النوع المتحزم .. أو لربما كان هذا من متطلبات اختيار الزوجة للابن .. بعد مدة, اتصلت والدة الشاب لأمها وطلبت لقاءها مرة أخرى والتقصي في شأنها .. توترت المسألة وأصبحت في مدخل الشكوك والخوف .. ولما آن موعد اللقاء الثاني بين ندى وأم الشاب .. أخذت تسألها أسئلة كثيرة تخص وضعها في الماضي و والديها .. فاكتشفت بأن والدة ندى هي ابنة خالتها .. !! التي غادرت القرية برفقة زوجها منذ زمن وفقدوا أخبارهم .. لم يكن الأمر واضحاً على ندى .. فكانت جامدة ومندهشة .. لم تصدق ببادئ الأمر إلا بعد أرتها الدلائل وبعض الأمور التي تخص عائلتهم .. و توضّح الأمر بعدها.. وتمت زيجة لم يسبق لها مثيل في معناها فهي تحمل فرحة عودة ابنتهم وفرحة زواجهما.. لم تنسى ندى أهلها الذين عاشت معهم, فهي تزورهم على الدوام..

ثآآنكسـ آسيرهـ آلآوطآنـ عآلقصهـ

عينيـ بآردهـ عـ تآليفـ آختشـ

انكس جبيبتي

شقصدش اصلا طلعت ما كملتها

ثانكس

مرة القصة عجبتني .